نُشر كتاب «تاريخ الخرطوم»، الذي كتبه المؤرخ الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم، في عام 1979 ويعتبر أحد أهم المراجع الحديثة في تاريخ التخطيط الحضري للخرطوم الكبرى حتى يومنا هذا. انضم الدكتور أبو سليم إلى خدمة الأرشيف السوداني التي كانت في ذلك الوقت إدارة صغيرة متخصصة في الحفاظ على الوثائق في وزارة الداخلية. ثم قام بتطوير القسم إلى ما أصبح مكتب السجلات الوطنية.
9/7/24
المؤلف:
آمنة الإدريسي وزينب جعفر
المحرر:
مأمون التليب
المترجم:
سارة إلناجار
شارك:
تاريخ الخرطوم، الذي كتبه المؤرخ الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم، ونُشر في عام 1979 ويعتبر أحد أهم المراجع الحديثة في تاريخ التخطيط الحضري للخرطوم الكبرى حتى يومنا هذا. انضم الدكتور أبو سليم إلى خدمة الأرشيف السوداني التي كانت في ذلك الوقت إدارة صغيرة متخصصة في الحفاظ على الوثائق في وزارة الداخلية. ثم قام بتطوير القسم إلى ما أصبح مكتب السجلات الوطنية. حصل أبو سليم على درجة الدكتوراه في فلسفة التاريخ من جامعة الخرطوم عام 1966. يرتبط اسمه ومسيرته المهنية بتطوير التوثيق والتأريخ في السودان.
يذكر الدكتور أبو سليم في مقدمته أن الجزء الأكبر من «كتاب الخرطوم» تم جمعه من مجموعة من المقالات المنشورة في مجلة الخرطوم، الذي نشرته وزارة الإرشاد الوطني في السودان في ذلك الوقت. اعتمد الدكتور أبو سليم على العديد من المصادر بما في ذلك مكتب السجلات الوطنية في السودان ومكتبة جامعة الخرطوم ودار الكتب المصرية والأرشيف الوطني العربي في القاهرة.
ال مجلة الخرطوم لم يركز فقط على مدينة الخرطوم، بل تناول مجموعة متنوعة من الموضوعات وشمل المقالات والقصص والحكايات والقصائد من جميع مدن السودان. تضمنت المقالات في المجلة «الخرطوم الجديدة» و «امتدادات الخرطوم» التي كتبها الدكتور أبو سليم، بالإضافة إلى مقالات أخرى لخبراء وكتاب آخرين. لم تقتصر المقالات على الوصف التاريخي أو الحساب للمدن، بل تطرقت أيضًا إلى القضايا المتعلقة بعمليات التحضر وتخطيط المدن التي كانت تحدث في المدينة في ذلك الوقت.
فيما يلي مقتطف من مقال «امتدادات الخرطوم» الذي يعلق فيه الدكتور أبو سليم على الأضرار الناجمة عن زيادة توزيع الأراضي على المواطنين ذوي الدخل المنخفض:
«كما تظهر هذه المقالة في وقت تقوم فيه الدولة بتوزيع الأراضي على ذوي الدخل المنخفض، يجب أن نشير إلى أن الإسكان هو جانب مهم من حياة الإنسان، خاصة في بلد يمتلك فيه الجميع تقريبًا منزلًا للعيش فيه؛ سواء كان مصنوعًا من القش أو الجلد أو الطين، فإن المنزل عامل ضروري للاستقرار والرفاهية العقلية. ولكن هناك مشاكل تقف وراء زيادة توزيع الأراضي، ولعل أهمها أن التوزيع يخلق طبقة من الملاك، خاصة الآن بعد أن أصبح الاتجاه العام هو امتلاك عقار للإيجار والاستفادة منه ماديًا، وهذا يعني في الواقع أن الكثير من مدخرات المدن سيتم تحويلها إلى منازل قد لا تجد من يؤجرها. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الأشخاص الذين لا يملكون الوسائل المالية للبناء، سيحصلون على قطع أرض، وسيتعين عليهم اقتراض الأموال، سواء كانوا موظفين مدنيين أو غيرهم. وهذا بدوره يعني أن هذه الفئة من المواطنين المثقلين بالفعل ستكون في مزيد من الديون وأخشى أيضًا أن تصبح الزيادات في تكاليف ومواد البناء بمرور الوقت عبئًا على الفقراء.
من أجل منع أو تقليل هذه المخاطر، يجب على الدولة ألا تصر على أن يتم البناء في غضون فترة زمنية محددة، بل يجب السماح بأطر زمنية أطول حتى يتمكن الفقراء من البناء شيئًا فشيئًا والحد من ارتفاع الأسعار والتكاليف. كما يجب عليها توفير مواد البناء، وخاصة المواد المحلية، وجعلها في متناول الفقراء».
مجلة الخرطوم، العدد السادس، مارس 1967، (ص 76)
مدن
:
المدن في الخيال
كتاب الخرطوم
نُشر كتاب «تاريخ الخرطوم»، الذي كتبه المؤرخ الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم، في عام 1979 ويعتبر أحد أهم المراجع الحديثة في تاريخ التخطيط الحضري للخرطوم الكبرى حتى يومنا هذا. انضم الدكتور أبو سليم إلى خدمة الأرشيف السوداني التي كانت في ذلك الوقت إدارة صغيرة متخصصة في الحفاظ على الوثائق في وزارة الداخلية. ثم قام بتطوير القسم إلى ما أصبح مكتب السجلات الوطنية.
7/9/24
Author:
آمنة الإدريسي وزينب جعفر
Editor:
مأمون التليب
Translator:
سارة إلناجار
Share:
تاريخ الخرطوم، الذي كتبه المؤرخ الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم، ونُشر في عام 1979 ويعتبر أحد أهم المراجع الحديثة في تاريخ التخطيط الحضري للخرطوم الكبرى حتى يومنا هذا. انضم الدكتور أبو سليم إلى خدمة الأرشيف السوداني التي كانت في ذلك الوقت إدارة صغيرة متخصصة في الحفاظ على الوثائق في وزارة الداخلية. ثم قام بتطوير القسم إلى ما أصبح مكتب السجلات الوطنية. حصل أبو سليم على درجة الدكتوراه في فلسفة التاريخ من جامعة الخرطوم عام 1966. يرتبط اسمه ومسيرته المهنية بتطوير التوثيق والتأريخ في السودان.
يذكر الدكتور أبو سليم في مقدمته أن الجزء الأكبر من «كتاب الخرطوم» تم جمعه من مجموعة من المقالات المنشورة في مجلة الخرطوم، الذي نشرته وزارة الإرشاد الوطني في السودان في ذلك الوقت. اعتمد الدكتور أبو سليم على العديد من المصادر بما في ذلك مكتب السجلات الوطنية في السودان ومكتبة جامعة الخرطوم ودار الكتب المصرية والأرشيف الوطني العربي في القاهرة.
ال مجلة الخرطوم لم يركز فقط على مدينة الخرطوم، بل تناول مجموعة متنوعة من الموضوعات وشمل المقالات والقصص والحكايات والقصائد من جميع مدن السودان. تضمنت المقالات في المجلة «الخرطوم الجديدة» و «امتدادات الخرطوم» التي كتبها الدكتور أبو سليم، بالإضافة إلى مقالات أخرى لخبراء وكتاب آخرين. لم تقتصر المقالات على الوصف التاريخي أو الحساب للمدن، بل تطرقت أيضًا إلى القضايا المتعلقة بعمليات التحضر وتخطيط المدن التي كانت تحدث في المدينة في ذلك الوقت.
فيما يلي مقتطف من مقال «امتدادات الخرطوم» الذي يعلق فيه الدكتور أبو سليم على الأضرار الناجمة عن زيادة توزيع الأراضي على المواطنين ذوي الدخل المنخفض:
«كما تظهر هذه المقالة في وقت تقوم فيه الدولة بتوزيع الأراضي على ذوي الدخل المنخفض، يجب أن نشير إلى أن الإسكان هو جانب مهم من حياة الإنسان، خاصة في بلد يمتلك فيه الجميع تقريبًا منزلًا للعيش فيه؛ سواء كان مصنوعًا من القش أو الجلد أو الطين، فإن المنزل عامل ضروري للاستقرار والرفاهية العقلية. ولكن هناك مشاكل تقف وراء زيادة توزيع الأراضي، ولعل أهمها أن التوزيع يخلق طبقة من الملاك، خاصة الآن بعد أن أصبح الاتجاه العام هو امتلاك عقار للإيجار والاستفادة منه ماديًا، وهذا يعني في الواقع أن الكثير من مدخرات المدن سيتم تحويلها إلى منازل قد لا تجد من يؤجرها. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الأشخاص الذين لا يملكون الوسائل المالية للبناء، سيحصلون على قطع أرض، وسيتعين عليهم اقتراض الأموال، سواء كانوا موظفين مدنيين أو غيرهم. وهذا بدوره يعني أن هذه الفئة من المواطنين المثقلين بالفعل ستكون في مزيد من الديون وأخشى أيضًا أن تصبح الزيادات في تكاليف ومواد البناء بمرور الوقت عبئًا على الفقراء.
من أجل منع أو تقليل هذه المخاطر، يجب على الدولة ألا تصر على أن يتم البناء في غضون فترة زمنية محددة، بل يجب السماح بأطر زمنية أطول حتى يتمكن الفقراء من البناء شيئًا فشيئًا والحد من ارتفاع الأسعار والتكاليف. كما يجب عليها توفير مواد البناء، وخاصة المواد المحلية، وجعلها في متناول الفقراء».
مجلة الخرطوم، العدد السادس، مارس 1967، (ص 76)
مدن
:
المدن في الخيال
كتاب الخرطوم
نُشر كتاب «تاريخ الخرطوم»، الذي كتبه المؤرخ الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم، في عام 1979 ويعتبر أحد أهم المراجع الحديثة في تاريخ التخطيط الحضري للخرطوم الكبرى حتى يومنا هذا. انضم الدكتور أبو سليم إلى خدمة الأرشيف السوداني التي كانت في ذلك الوقت إدارة صغيرة متخصصة في الحفاظ على الوثائق في وزارة الداخلية. ثم قام بتطوير القسم إلى ما أصبح مكتب السجلات الوطنية.
اقرأ المزيد
9/7/24
المؤلف:
آمنة الإدريسي وزينب جعفر
المحرر:
مأمون التليب
المترجم:
سارة إلناجار
شارك
تاريخ الخرطوم، الذي كتبه المؤرخ الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم، ونُشر في عام 1979 ويعتبر أحد أهم المراجع الحديثة في تاريخ التخطيط الحضري للخرطوم الكبرى حتى يومنا هذا. انضم الدكتور أبو سليم إلى خدمة الأرشيف السوداني التي كانت في ذلك الوقت إدارة صغيرة متخصصة في الحفاظ على الوثائق في وزارة الداخلية. ثم قام بتطوير القسم إلى ما أصبح مكتب السجلات الوطنية. حصل أبو سليم على درجة الدكتوراه في فلسفة التاريخ من جامعة الخرطوم عام 1966. يرتبط اسمه ومسيرته المهنية بتطوير التوثيق والتأريخ في السودان.
يذكر الدكتور أبو سليم في مقدمته أن الجزء الأكبر من «كتاب الخرطوم» تم جمعه من مجموعة من المقالات المنشورة في مجلة الخرطوم، الذي نشرته وزارة الإرشاد الوطني في السودان في ذلك الوقت. اعتمد الدكتور أبو سليم على العديد من المصادر بما في ذلك مكتب السجلات الوطنية في السودان ومكتبة جامعة الخرطوم ودار الكتب المصرية والأرشيف الوطني العربي في القاهرة.
ال مجلة الخرطوم لم يركز فقط على مدينة الخرطوم، بل تناول مجموعة متنوعة من الموضوعات وشمل المقالات والقصص والحكايات والقصائد من جميع مدن السودان. تضمنت المقالات في المجلة «الخرطوم الجديدة» و «امتدادات الخرطوم» التي كتبها الدكتور أبو سليم، بالإضافة إلى مقالات أخرى لخبراء وكتاب آخرين. لم تقتصر المقالات على الوصف التاريخي أو الحساب للمدن، بل تطرقت أيضًا إلى القضايا المتعلقة بعمليات التحضر وتخطيط المدن التي كانت تحدث في المدينة في ذلك الوقت.
فيما يلي مقتطف من مقال «امتدادات الخرطوم» الذي يعلق فيه الدكتور أبو سليم على الأضرار الناجمة عن زيادة توزيع الأراضي على المواطنين ذوي الدخل المنخفض:
«كما تظهر هذه المقالة في وقت تقوم فيه الدولة بتوزيع الأراضي على ذوي الدخل المنخفض، يجب أن نشير إلى أن الإسكان هو جانب مهم من حياة الإنسان، خاصة في بلد يمتلك فيه الجميع تقريبًا منزلًا للعيش فيه؛ سواء كان مصنوعًا من القش أو الجلد أو الطين، فإن المنزل عامل ضروري للاستقرار والرفاهية العقلية. ولكن هناك مشاكل تقف وراء زيادة توزيع الأراضي، ولعل أهمها أن التوزيع يخلق طبقة من الملاك، خاصة الآن بعد أن أصبح الاتجاه العام هو امتلاك عقار للإيجار والاستفادة منه ماديًا، وهذا يعني في الواقع أن الكثير من مدخرات المدن سيتم تحويلها إلى منازل قد لا تجد من يؤجرها. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الأشخاص الذين لا يملكون الوسائل المالية للبناء، سيحصلون على قطع أرض، وسيتعين عليهم اقتراض الأموال، سواء كانوا موظفين مدنيين أو غيرهم. وهذا بدوره يعني أن هذه الفئة من المواطنين المثقلين بالفعل ستكون في مزيد من الديون وأخشى أيضًا أن تصبح الزيادات في تكاليف ومواد البناء بمرور الوقت عبئًا على الفقراء.
من أجل منع أو تقليل هذه المخاطر، يجب على الدولة ألا تصر على أن يتم البناء في غضون فترة زمنية محددة، بل يجب السماح بأطر زمنية أطول حتى يتمكن الفقراء من البناء شيئًا فشيئًا والحد من ارتفاع الأسعار والتكاليف. كما يجب عليها توفير مواد البناء، وخاصة المواد المحلية، وجعلها في متناول الفقراء».
مجلة الخرطوم، العدد السادس، مارس 1967، (ص 76)
Heading 1
Heading 2
Heading 3
Heading 4
Heading 5
Heading 6
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore magna aliqua. Ut enim ad minim veniam, quis nostrud exercitation ullamco laboris nisi ut aliquip ex ea commodo consequat. Duis aute irure dolor in reprehenderit in voluptate velit esse cillum dolore eu fugiat nulla pariatur.
نُشر كتاب «تاريخ الخرطوم»، الذي كتبه المؤرخ الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم، في عام 1979 ويعتبر أحد أهم المراجع الحديثة في تاريخ التخطيط الحضري للخرطوم الكبرى حتى يومنا هذا. انضم الدكتور أبو سليم إلى خدمة الأرشيف السوداني التي كانت في ذلك الوقت إدارة صغيرة متخصصة في الحفاظ على الوثائق في وزارة الداخلية. ثم قام بتطوير القسم إلى ما أصبح مكتب السجلات الوطنية.
اقرأ المزيد
No items found.
This is some text inside of a div block.
7/9/24
المؤلف:
آمنة الإدريسي وزينب جعفر
المحرر:
مأمون التليب
المترجم:
سارة إلناجار
شارك:
مدن
:
المدن في الخيال
كتاب الخرطوم
نُشر كتاب «تاريخ الخرطوم»، الذي كتبه المؤرخ الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم، في عام 1979 ويعتبر أحد أهم المراجع الحديثة في تاريخ التخطيط الحضري للخرطوم الكبرى حتى يومنا هذا. انضم الدكتور أبو سليم إلى خدمة الأرشيف السوداني التي كانت في ذلك الوقت إدارة صغيرة متخصصة في الحفاظ على الوثائق في وزارة الداخلية. ثم قام بتطوير القسم إلى ما أصبح مكتب السجلات الوطنية.
تاريخ الخرطوم، الذي كتبه المؤرخ الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم، ونُشر في عام 1979 ويعتبر أحد أهم المراجع الحديثة في تاريخ التخطيط الحضري للخرطوم الكبرى حتى يومنا هذا. انضم الدكتور أبو سليم إلى خدمة الأرشيف السوداني التي كانت في ذلك الوقت إدارة صغيرة متخصصة في الحفاظ على الوثائق في وزارة الداخلية. ثم قام بتطوير القسم إلى ما أصبح مكتب السجلات الوطنية. حصل أبو سليم على درجة الدكتوراه في فلسفة التاريخ من جامعة الخرطوم عام 1966. يرتبط اسمه ومسيرته المهنية بتطوير التوثيق والتأريخ في السودان.
يذكر الدكتور أبو سليم في مقدمته أن الجزء الأكبر من «كتاب الخرطوم» تم جمعه من مجموعة من المقالات المنشورة في مجلة الخرطوم، الذي نشرته وزارة الإرشاد الوطني في السودان في ذلك الوقت. اعتمد الدكتور أبو سليم على العديد من المصادر بما في ذلك مكتب السجلات الوطنية في السودان ومكتبة جامعة الخرطوم ودار الكتب المصرية والأرشيف الوطني العربي في القاهرة.
ال مجلة الخرطوم لم يركز فقط على مدينة الخرطوم، بل تناول مجموعة متنوعة من الموضوعات وشمل المقالات والقصص والحكايات والقصائد من جميع مدن السودان. تضمنت المقالات في المجلة «الخرطوم الجديدة» و «امتدادات الخرطوم» التي كتبها الدكتور أبو سليم، بالإضافة إلى مقالات أخرى لخبراء وكتاب آخرين. لم تقتصر المقالات على الوصف التاريخي أو الحساب للمدن، بل تطرقت أيضًا إلى القضايا المتعلقة بعمليات التحضر وتخطيط المدن التي كانت تحدث في المدينة في ذلك الوقت.
فيما يلي مقتطف من مقال «امتدادات الخرطوم» الذي يعلق فيه الدكتور أبو سليم على الأضرار الناجمة عن زيادة توزيع الأراضي على المواطنين ذوي الدخل المنخفض:
«كما تظهر هذه المقالة في وقت تقوم فيه الدولة بتوزيع الأراضي على ذوي الدخل المنخفض، يجب أن نشير إلى أن الإسكان هو جانب مهم من حياة الإنسان، خاصة في بلد يمتلك فيه الجميع تقريبًا منزلًا للعيش فيه؛ سواء كان مصنوعًا من القش أو الجلد أو الطين، فإن المنزل عامل ضروري للاستقرار والرفاهية العقلية. ولكن هناك مشاكل تقف وراء زيادة توزيع الأراضي، ولعل أهمها أن التوزيع يخلق طبقة من الملاك، خاصة الآن بعد أن أصبح الاتجاه العام هو امتلاك عقار للإيجار والاستفادة منه ماديًا، وهذا يعني في الواقع أن الكثير من مدخرات المدن سيتم تحويلها إلى منازل قد لا تجد من يؤجرها. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الأشخاص الذين لا يملكون الوسائل المالية للبناء، سيحصلون على قطع أرض، وسيتعين عليهم اقتراض الأموال، سواء كانوا موظفين مدنيين أو غيرهم. وهذا بدوره يعني أن هذه الفئة من المواطنين المثقلين بالفعل ستكون في مزيد من الديون وأخشى أيضًا أن تصبح الزيادات في تكاليف ومواد البناء بمرور الوقت عبئًا على الفقراء.
من أجل منع أو تقليل هذه المخاطر، يجب على الدولة ألا تصر على أن يتم البناء في غضون فترة زمنية محددة، بل يجب السماح بأطر زمنية أطول حتى يتمكن الفقراء من البناء شيئًا فشيئًا والحد من ارتفاع الأسعار والتكاليف. كما يجب عليها توفير مواد البناء، وخاصة المواد المحلية، وجعلها في متناول الفقراء».
مجلة الخرطوم، العدد السادس، مارس 1967، (ص 76)
Heading 1
Heading 2
Heading 3
Heading 4
Heading 5
Heading 6
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore magna aliqua. Ut enim ad minim veniam, quis nostrud exercitation ullamco laboris nisi ut aliquip ex ea commodo consequat. Duis aute irure dolor in reprehenderit in voluptate velit esse cillum dolore eu fugiat nulla pariatur.
نُشر كتاب «تاريخ الخرطوم»، الذي كتبه المؤرخ الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم، في عام 1979 ويعتبر أحد أهم المراجع الحديثة في تاريخ التخطيط الحضري للخرطوم الكبرى حتى يومنا هذا. انضم الدكتور أبو سليم إلى خدمة الأرشيف السوداني التي كانت في ذلك الوقت إدارة صغيرة متخصصة في الحفاظ على الوثائق في وزارة الداخلية. ثم قام بتطوير القسم إلى ما أصبح مكتب السجلات الوطنية.
تاريخ الخرطوم، الذي كتبه المؤرخ الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم، ونُشر في عام 1979 ويعتبر أحد أهم المراجع الحديثة في تاريخ التخطيط الحضري للخرطوم الكبرى حتى يومنا هذا. انضم الدكتور أبو سليم إلى خدمة الأرشيف السوداني التي كانت في ذلك الوقت إدارة صغيرة متخصصة في الحفاظ على الوثائق في وزارة الداخلية. ثم قام بتطوير القسم إلى ما أصبح مكتب السجلات الوطنية. حصل أبو سليم على درجة الدكتوراه في فلسفة التاريخ من جامعة الخرطوم عام 1966. يرتبط اسمه ومسيرته المهنية بتطوير التوثيق والتأريخ في السودان.
يذكر الدكتور أبو سليم في مقدمته أن الجزء الأكبر من «كتاب الخرطوم» تم جمعه من مجموعة من المقالات المنشورة في مجلة الخرطوم، الذي نشرته وزارة الإرشاد الوطني في السودان في ذلك الوقت. اعتمد الدكتور أبو سليم على العديد من المصادر بما في ذلك مكتب السجلات الوطنية في السودان ومكتبة جامعة الخرطوم ودار الكتب المصرية والأرشيف الوطني العربي في القاهرة.
ال مجلة الخرطوم لم يركز فقط على مدينة الخرطوم، بل تناول مجموعة متنوعة من الموضوعات وشمل المقالات والقصص والحكايات والقصائد من جميع مدن السودان. تضمنت المقالات في المجلة «الخرطوم الجديدة» و «امتدادات الخرطوم» التي كتبها الدكتور أبو سليم، بالإضافة إلى مقالات أخرى لخبراء وكتاب آخرين. لم تقتصر المقالات على الوصف التاريخي أو الحساب للمدن، بل تطرقت أيضًا إلى القضايا المتعلقة بعمليات التحضر وتخطيط المدن التي كانت تحدث في المدينة في ذلك الوقت.
فيما يلي مقتطف من مقال «امتدادات الخرطوم» الذي يعلق فيه الدكتور أبو سليم على الأضرار الناجمة عن زيادة توزيع الأراضي على المواطنين ذوي الدخل المنخفض:
«كما تظهر هذه المقالة في وقت تقوم فيه الدولة بتوزيع الأراضي على ذوي الدخل المنخفض، يجب أن نشير إلى أن الإسكان هو جانب مهم من حياة الإنسان، خاصة في بلد يمتلك فيه الجميع تقريبًا منزلًا للعيش فيه؛ سواء كان مصنوعًا من القش أو الجلد أو الطين، فإن المنزل عامل ضروري للاستقرار والرفاهية العقلية. ولكن هناك مشاكل تقف وراء زيادة توزيع الأراضي، ولعل أهمها أن التوزيع يخلق طبقة من الملاك، خاصة الآن بعد أن أصبح الاتجاه العام هو امتلاك عقار للإيجار والاستفادة منه ماديًا، وهذا يعني في الواقع أن الكثير من مدخرات المدن سيتم تحويلها إلى منازل قد لا تجد من يؤجرها. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الأشخاص الذين لا يملكون الوسائل المالية للبناء، سيحصلون على قطع أرض، وسيتعين عليهم اقتراض الأموال، سواء كانوا موظفين مدنيين أو غيرهم. وهذا بدوره يعني أن هذه الفئة من المواطنين المثقلين بالفعل ستكون في مزيد من الديون وأخشى أيضًا أن تصبح الزيادات في تكاليف ومواد البناء بمرور الوقت عبئًا على الفقراء.
من أجل منع أو تقليل هذه المخاطر، يجب على الدولة ألا تصر على أن يتم البناء في غضون فترة زمنية محددة، بل يجب السماح بأطر زمنية أطول حتى يتمكن الفقراء من البناء شيئًا فشيئًا والحد من ارتفاع الأسعار والتكاليف. كما يجب عليها توفير مواد البناء، وخاصة المواد المحلية، وجعلها في متناول الفقراء».